مناة

From Arabian Paganism
Jump to navigation Jump to search
This page is a translated version of the page Manāt and the translation is 100% complete.
Other languages:

مقدمة

مناة، حجازي قديم: منوٰة، تدمري: مناوات. هي إلهة القضاء والثروة والوقت والموت والقدر وهي تلعب أيضًا دورًا مهمًا في الفهم العربي القديم للوقت والمصير. وفي ذلك تشبه الآلهات اليونانيات الثلاث مويراي اللاتي يجسدن القدر. قدم أتباعها تضحية لمناة وكان لديهم أصنامهم العائلية من مناة في منازلهم. إنها تمثل المنايا و تزور من شارفوا الموت و تقرب الموت من الناس. المنايا ليست بالدهر تماماً، إنما تتعلق أكثر بالمصير الفردي أو الموت المتوقع لكل فرد بينما الدهر أو الزمان هو المصير العالمي، أو المصير غير الشخصي للجميع. الدهر هو القدر كوقت يتغير ويتلف الأشياء بينما المنايا هي القدر كموت. في التقليد اليوناني، كان القدر يمثل كخيط غُزل من مغزل بينما في الشعر الجاهلي نرى أيضًا نموذجًا أصليًا للحبل مرتبطًا بالقدر. وشدد الشاعر طرفة بن العبد على ارتباط البشر بالموت بحبل:

لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ

إن شاء يومـاً قـادهُ بِزِمــامِه و مَنْ يكُ في حبـل المنيــة يَنْقَدِ

التاريخ و التأثيل

على الرغم من أن المنية نفسها كانت تُرى بشكل سلبي ولا يمكن المقايضة معها، إلا أن مناة إلهة المنية كانت تُعبد وتحترم. يُعتقد عمومًا أن اسمها مشتق من نفس الجذر م-ن-ي، والذي غالبًا ما يرتبط بالعد أو التقسيم، إشارةً إلى المصير الفردي المخصص لكل شخص، وفي النهاية يحسب أيام حياة الفرد وموته عبر اللغات السامية. و هذا ما ذكره عبيد بن الأبرص:

وَ لِـلْــمَــرء أيّـامٌ تُـعَــدُّ وَ قَــدْ رَعَــتْ حِبَالُ المَنَايا للفَتى كلَّ مَرْصَدِ

مَنِــيّــتُـهُ تَـجْـرِي لـوَقْـتٍ، وَقَــصْـرُهُ مُلاقـاتُها يَوْمـاً على غَيرِ مَوْعِدِ

فَمَنْ لمْ يَمُتْ في اليَوْمِ لابُدّ أنّهُ سَـيَـعْـلَقُهُ حَبْلُ المَـنِيّةِ في غَدِ

لجذر نفسه يعني مصير و مماثل في المعنى للإله الكنعاني مِنِي. وجدت مناة نظيراتها الهيلينية في تيكه الإغريقية و فورتشنا الرومية. في تدمر نجد اللات جالسةً مع تيكه و في المعبد النبطي خربة التنور نجد نيكاي تحمل تمثالًا نصفيًا لـ تيكه. تشبه مناة أيضًا مويراي لدى الإغريق و پارسي لدى الروم و هن ثلاث أخوات يُجَسدن القدر و المصير الذي لا مفر منه لكل فرد من نسج و قياس و قطع لخيط الحياة. على الرغم من أنها أصبحت مرادفًا للموت والخراب، إلا أنها كانت لا تزال شعبية للعبادة الدينية مع الأماكن المقدسة حيث يقوم الناس بتقديم القرابين والتضحية في أوقات المهرجانات في أماكن مثل أثينا ودلفي وأولمبيا وسيكيون. يجادل لانغدون Langdon بأن مويراي و تيكه-فورتونا و مناة مرتبطات ارتباطًا مباشرًا بعشتار الأكادية وألقابها إيلات مينوليم، "إلهة مصير الرفض" وإيلات مينوانيم، "إلهة مصير الرضا"، وبالتالي فإن أصل أساطير القدر يعود إلى عبادة عشتار أو يشترك في نفس الجذور السامية. ولكن على عكس اللات و العزى، حيث لدينا نقوش يونانية ثنائية اللغة تعادلها مع أثينا و أفرودايتي، لا نجد نقش يساوي مناة مع مويراي أو تيكه أو أي إلهة آخرى.

في النبط، اقتصر ذكر مناة على الحجاز حيث ورد ذكرها في خمسة نقوش مقابر في الحجر (مدائن صالح). مما يدل على مكانتها أنه في بعض هذه النقوش تلي مباشرة ذو الشرى وفي بعضها لم تُذكر مع أي إله آخر. تم العثور عليهما معًا أيضًا في نقش خارج الحجر في جبل إثلب. أحد النقوش يذكرها مع آارة (؟؟)، إله من بصرى ربما هو نفسه ذو الشرى. آخر يدعوها قبل اللات. تدور معظم النقوش في مقابر الحجر حول لعن أولئك الذين يعبثون بالمقابر مثل تلك التي يُدعى فيها مناة و ذو الشرى وإله غامض اسمه قيش "لعن كل من يبيع هذا القبر أو يشتريه أو يعطيه رهنًا أو يجعله مرهونًا به. هدية منه أو إيجاره ". يرتبط قيش ارتباطًا وثيقًا بمناة ولا يظهر إلا مرة واحدة في نقش وحيد. كان له معبد في الحجر لكنه لا يظهر في أي مكان آخر في النبط. في نقشين (H 8 و H 16) نقرأ منوت و قيشها. قيش قد تعني الزوج أو القياس، لذلك من المحتمل أن يكون قيش زوج مناة كما يوحي اسمه. قد يكون القياس أيضًا إشارة إلى قياس المنية أو خيط القدر. هذه مجرد تكهنات من جانبي ويجب أن يوضع في الاعتبار أن مناة كانت لها أيضًا علاقة خاصة بذو الشرى كما أشرنا أعلاه. كان قيش يُعبد فقط في الحجر و بالتالي إلهًا محليًا.

في تيماء، كانت تدعى إلهة الآلهات. و كانت شائعة في الأسماء الشخصية أكثر من النقوش الدينية، ومع ذلك، لا سيما في ددن (العلا) حيث نجدها في العديد من الأسماء الشخصية و لكن لا نجدها إلا في نقش واحد فقط (JS 177). مناة كانت غائبة في النبط بإستثناء شمال الحجاز. لا توجد أدعية لها في النقوش الصفائية لكنها تظهر في اسمين شخصيين. خارج النبط، كانت مناة تحظى بشعبية بين كتاب النقوش في كافة أنحاء شبه الجزيرة العربية وكثيراً ما كانوا يدعون لها فيها. حتى أنها كانت تسمى (ست سلم منوت) سيدة السلام مناة. و هي كذلك موثقة جيدًا في تدمر، وغالبًا ما يتم الاستشهاد بها مع بعل آمون. النقوش في معبد بل تذكرها مع الإله الآرامي عجل بعل، و الإلهين البابليين هيرتا ونانايا، والكنعاني رشف من بين آخرين مما يعكس مكون المدينة العربي و الآرامي و البابلي و إتصالها بمحيطها. جلب بنو أجرد مناة وبعل آمون إلى تدمر و اعتبروها جد القبيلة (جد أي إلهة النصيب مثل تيكه لدى الإغريق و فورتونا لدى الروم). حتى أن عبادتها انتقلت مع جيش الروم و وجد نقشًا يذكرها مع بعل آمون في المجر، داتشيا الرومية، كتبه تدمري. في جنوب الجزيرة العربية، لا أثر لعبادتها عدا نقش واحد في معين من القرن الخامس قبل الميلاد.

في التراث الإسلامي

تذكر مصادر الفترة الإسلامية مناة إلى جانب اللات والعزى و وفقًا للتفاسير هن ثلاث إلهات يعبدهن خصوم محمد المكيون. هن أساسيات للصورة التقليدية للوثنية قبل الإسلام ويقال أن المعارضين المكيين لمحمد عبدوا هن على أنهن بنات الله. كان المؤمنون يذهبون إلى مكة لزيارة تماثيلهم أو أحجارهم الدينية، و أقدمهن كانت مناة. تم العثور على مناة حتى في الأسماء الثيوفورية مثل زيد مناة. كان لدى عابدي مناة أصنامهم الخشبية في منازلهم. تقول إحدى القصص كان في بيت مناة سيفين: مخذم و رسوب، ربما قربان من الملك الغساني الحارث بن أبي شمر. أصبح أحدهم ذو الفقار، السيف الشهير الذي أهداه محمد لعلي.

وفقًا لكتاب الأصنام لابن الكلبي، فإن بيت مناة كان في حرة المشلل بالقرب من وادي قديد بين يثرب و مكة وتتفق معظم المصادر الأخرى على هذا ولكن الإختلاف على أي العشائر أو القبائل مسؤولة عن سدنة الحَرَم. هناك اتجاه لربط الموقع وعبادة مناة بالأنصار (قبائل الأوس والخزرج) و الأزد و خزاعة و قريش و حتى كل العرب. البعض يقول أن مناة كانت تعبد باستخدام مذبح/نُصُب، والبعض الآخر قال أنها كانت تعبد ببناء المعابد و استخدام بيت إيل و إما أن يكون صخرةً أو لوحاً صخرياً منحوتاً. هذه الاختلافات والتناقضات شائعة في التقارير حول ديانة العرب قبل الإسلام في المصادر الإسلامية مما يجعل من الصعب تحديد الحقائق الأساسية حول مناة من هذه المصادر، ناهيك عن استنتاج أي شيء عن خصائصها و صفاتها.

لقد قدمت أعلاه شرحًا مطولًا للمنية الذي يشترك في نفس الجذر مع اسم مناة ولكن هناك القليل، إن وجد، في التراث الإسلامي التي تدعم صراحة مثل هذه التعريفات والروابط. لكن من غير المحتمل أن تكون جميع المواد في التراث الإسلامي المتعلقة بالإلهات الثلاث ناتج عن مجرد تكهنات حول الأسماء الموجودة في القرآن. أعتقد أن الإلهات الثلاث ربما كانت تُعبد في منطقة مكة خلال القرن السادس، لكن كانت هناك عملية أعاد فيها محمد تعريف آلهة خصومه تدريجياً وبالتالي قلل من شأنهم، وهي عملية بلغت ذروتها في إنكار وجودهم. إعادة تعريفهم عن الآلهة فهم القدماء أنهم مجرد جن أو ملائكة، أو حكر كينونتهم ببيوتهم و تماثيلهم. التفاصيل التي لدينا في التراث الإسلامي متقطعة للغاية، وتفتقر إلى سياق حقيقي، ويتم الإبلاغ عنها مع المتغيرات والتناقضات التي تجعل من الصعب رؤية أهميتها في أي مناقشة عامة لدين العرب قبل الإسلام.

راجع أيضًا

مصادر